20فإذا كان بكاءُ سيدنا يعقوب علىٰ ولده يوسف لأجل الفراق، مع علمه بحياة يوسف، فمع ذلك بكىٰ عليه حتىٰ ابيضّت عيناه من الحزن وقال: « إِنَّمٰا أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللّٰهِ »، ولم يردعه اللّٰه عز وجل عن هذا الفعل، بل حكاه لنبيّه ولأمّة نبيّه في القرآن الكريم حيث يقول: «وَ تَوَلّٰى عَنْهُمْ وَ قٰالَ: يٰا أَسَفىٰ عَلىٰ يُوسُفَ وَ ابْيَضَّتْ عَيْنٰاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ، قٰالُوا تَاللّٰهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتّٰى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهٰالِكِينَ قٰالَ إِنَّمٰا أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللّٰهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّٰهِ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ » 1.
فلماذا نمنع عن البكاء إذا فقدنا بعض الأحبة من الأهل والأولاد وغيرهم، في حين أن المناط - وهو الفراق - موجود هنا أيضاً؟!
ويؤيد ما نقوله ما قاله عمر بن الخطاب حين وقف علىٰ جسد النبي باكياً قائلاً: بأبي أنت وأَمي يا رسولَ اللّٰه: لقد كان لك جذع تخطب الناس عليه، فلما كثروا واتخذت منبراً لتسمعهم حنّ الجذع لفراقك ... فامتك أولىٰ بالحنين عليك حين فارقتهم ... 2.
ويؤيده أيضاً ما رواه ابن عساكر بسنده عن محمد بن يعقوب بن سوار، عن جعفر بن محمد قال: سئل علي بن الحسين بن علي بن