42
الفصل الثالث:المشاهد و المقابر من خلال سيرة المسلمين في خير القرون
قد تعرّفت على قضاء الكتاب في تكريم الأنبياء و الأولياء،و أنّ البناء على قبورهم أو بناء المساجد حول مراقدهم،أمر محبّذ،ندبت إليه الشريعة الإلهيّة،و لم ترَ أيّ أثر فيها للتحريم،و على ذلك درج السلف الصالح عبر القرون،و لم يزل الإلهيّون من أهل الكتاب و المسلمين على مدى العصور يهتمّون بمقابر الأنبياء و الأولياء بالبناء و التعمير ثمّ التطهير و التنظيف لها،حتى أنّ كثيراً من المتمكّنين يُخصّصُون شيئاً من أموالهم لهذه الغاية.
فهذه القباب الشاهقة و المنائر الرفيعة و الساحات الوسيعة حول مراقد الأنبياء و الأولياء و حول مراقد صحابتهم في مختلف الديار شرقها و غربها،لدليل قاطع على أنّ هذه السيرة سيرة مشروعة،و إلّا كان على الصحابة الكرام و التابعين لهم بإحسان رفضها و ردّها بالبيان و البنان