37
د - الدليل العقلي
يستنتج بعض الأعلام من الدليل الآتي الذي يعتمد علىٰ بعض المقدمات، صيانة القرآن عن التّحريف:
1 - إنّ اللّٰه عزّ وجلّ بحكمته أنزل القرآن لهداية الناس.
2 - إنّ هذا الكتاب هو خاتم الكتب السماوية، كما أنّ المرسل به هو خاتم الأنبياء.
3 - إذا ثبت التّحريف في القرآن ولم ينزل كتاب آخر أو يأتي رسول آخر يبين للناس الطريق الصحيح، فهو ممّا يؤدي بالأجيال الآتية بعد التّحريف الىٰ التيه والضياع وهو طبعاً ليس بتقصير منهم.
4 - لا يمكن نسبة هذا الضياع والإهمال إلىٰ اللّٰه عزّ وجلّ، لأنّه يؤدي إلىٰ نقض الغرض الذي من أجله بعث اللّٰه الانبياء لهداية البشرية.
إذن فالقرآن يجب أن يكون مصوناً من كلّ تحريف 1.
وقد قرّر هذا الدليل بأشكال مختلفة ينتج منها بالبداهة حكم العقل بمخالفة وقوع التّحريف في القرآن الكريم 2.
ملحوظة:
مع وجود الأدلّة المتقدمة في نفي وقوع التّحريف، والاطلاع على آراء علماء الإمامية حول هذا الموضوع يمكن الاذعان لهذه النكتة، وهي أنّ صيانة القرآن عن التّحريف هو مذهب محققي الشيعة واجماع الطائفة، ويندر وجود مخالف في هذا الأمر، وإليك بعض من ادعىٰ الاجماع بصيانة القرآن عن التّحريف عبر القرون: