20خاصة من الآيات، مثل الآيات التي نزلت إلى زمان نزول هذه الآية (أي الآية التاسعة من سورة الحجر) ولا يخفى خلاف هذا الرأي لظاهر الآية الشريفة.
وإذا كان المقصود من الحفظ هو الصيانة والحراسة، فحمل الحفظ على علم واطلاع اللّٰه سبحانه وتعالى بالقرآن خلاف ظاهر الآية الشريفة، لأنّ أيّاً من علماء اللُّغة لم يتبَنَّ هذا الرأي، إضافة إلى أنّ ظاهر الآية الكريمة يشير إلى الحفظ من كلّ جهة، أما أن نخصّ بالحفظ القدرة على تحدي الشبهات التي يطرحها المعاندون والنسخ أو الإتيان بمثله فإنّ ذلك مجرد ادّعاء، حيث لا يمكن ان نقصر الآية على ذلك.
وهناك ادّعاء يذهب إلى أنّ كلمة «الذكر» الواردة في الآية الكريمة تطلق على الرّسول الأكرم صلىٰ اللّٰه عليه وآله وسلّم، وهذا الادّعاء غير مدعوم بدليل وذلك:
أوّلاً: إنّ كلمة «الذكر» الواردة في القرآن تطلق بشكل صريح على القرآن، حيث ورد في الآية الكريمة «وَ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّٰاسِ مٰا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ » 1.
ثانياً: الآية السادسة من سورة الحجر تمثل قرينة سياقية واضحة على أنّ المقصود من الذكر في الآية التاسعة من هذه السورة القرآن العظيم، لأنّ كلمة الذكر الواردة فيها «وَ قٰالُوا يٰا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ » تدلّ دلالة قاطعة وصريحة على أنّ المراد من الذكر هو القرآن.
2 - قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمّٰا جٰاءَهُمْ وَ إِنَّهُ لَكِتٰابٌ عَزِيزٌ * لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ» 2.
ولا يوجد أي شك في كون المقصود من «الذكر» في هذه الآية هو الكتاب العزيز، حيث وصفته بأوصاف ثلاثة «العزيز»، «لا يأتيه الباطل» و«تنزيل من