16وآله وسلّم؛ لأنّ نبوّته صلّىٰ اللّٰه عليه وآله وسلّم منوطة بالاعجاز القرآني.
وبغضّ النظر عما تقدم، فإن اعتبار الرّوايات الواردة عن الرسول صلىٰ اللّٰه عليه وآله وسلّم والأئمة الاطهار عليهم السلام ناشئ من موافقتها للقرآن، وبالأخصّ في حال تعارض هذه الرّوايات مع غيرها فاننا نعتمد على القرآن، فإذا كان هناك تحريف في القرآن فإن اعتبار الرّوايات سيكون مخدوشاً تبعاً لذلك، باعتبار أنّ القرآن ألقى تفسير وبيان الوحي على عاتق السنة الشريفة حيث ورد: «وَ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّٰاسِ مٰا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ...» 1 «... وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ ...» 2، وعلى هذا الأساس تكون حجية الرّوايات حدوثاً وبقاءً معتمدة على القرآن 3.
التّحريف وتحرير محل النزاع
تحريف الشيء لغةً: إمالته والعدول به عن موضعه إلى جانب، وهذا مأخوذ من حرف الشيء بمعنى طرفه وجانبه. يقال حَرَفتُ الشيء وحرّفته أي أخرجته عن مواضعه واعتداله ونحّيته عنه إلى جهة الحرف وهو الطرف للشيء 4. وتحريف الكلام أن تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين 5.
وإذا أردنا تقسيم التّحريف تقسيماً اجمالياً، فإنّ تحريف الكلام ومن ضمنه تحريف القرآن ينقسم إلى قسمين:
1 - التّحريف المعنوي
2 - التّحريف اللفظي