276منصوبا عطفا على آبائكم أو على أنّه مفعول فعل محذوف مثل و اذكروا أو كونوا كما ذكره البيضاويّ و الكشّاف و مجمع البيان ضعيف، فانّ الكلّ تكلّف غير محتاج إليه بل بعضه غير جيّد مثل عطفه على آبائكم.
و المراد بالذّكر هو التكبير في منى و أكّد بما بعده أو يكون الإشارة إلى استحباب الدّعاء مطلقا في تلك الأماكن الشريفة، و سبب النزول على ما ذكره في مجمع البيان ما روي عن أبي جعفر عليه السّلام أنّهم أي القريش كانوا إذا فرغوا من الحجّ يجتمعون هناك و يعدّون مفاخر آبائهم [و مآثرهم]و يذكرون أيّامهم القديمة و أياديهم الجسيمة، فأمرهم اللّه سبحانه أن يذكروه في مكان ذكرهم في هذا الموضع «أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً» و يزيدوا على ذلك بأن يذكروا نعم اللّه و يعدّوا آلاءه و يشكروا نعماءه و آلاءه، لا آباءهم و إن كانت لهم عليهم أياد و نعم لأنّ اللّه سبحانه أعظم و أياديه عندهم أفخم لأنّ اللّه سبحانه هو المنعم بتلك المآثر و المفاخر عليهم و على آبائهم 1و قيل: معناه فاستعينوا باللّه و أفزعوا إليه كما يفزع الصبيّ إلى أبيه في جميع أموره، و يشتغل بذكره فيقول يا أبه.
«فَمِنَ اَلنّٰاسِ مَنْ يَقُولُ» قال في تفسير القاضي 2و الكشّاف: هذا تفصيل للذّاكرين، فانّ الناس من بين مقلّ لا يطلب بذكر اللّه إلاّ متاع الدنيا، و مكثر يطلب به خير الدارين، و المراد به الحثّ على الإكثار و الإرشاد إليه [رَبَّنٰا آتِنٰا فِي اَلدُّنْيٰا 3] أي اجعل إعطاءنا في الدنيا و ما لهؤلاء في الآخرة من نصيب، لأنّ هممهم مقصور على الدنيا، أو مالهم من طلب خلاق، و الأوّل أولى. و لما ذكر سبحانه دعاء من سأله من أمور الدّنيا. فقط في تلك المواقف الشريفة ممّا لا يرتضيه، عقّبه بما يسأله المؤمنون فيها من الدعاء الّذي رغّب فيها فقال «وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنٰا آتِنٰا فِي اَلدُّنْيٰا حَسَنَةً» يعني أعطنا الصحّة و الكفاف و توفيق الخير في الدنيا «وَ فِي اَلْآخِرَةِ» الثواب و الرحمة، و قيل: نعيم الدّنيا و نعيم الآخرة، و عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنّها