275أنّه ما ذهب أحد إلى وجوب الاستغفار و الذكر بمنى، فيحمل على الاستحباب أو على الدعاء و الذكر الواجب المفهوم من قوله «فَاذْكُرُوا اَللّٰهَ عِنْدَ اَلْمَشْعَرِ اَلْحَرٰامِ» أو على وجوب التوبة مطلقا كما أشرنا إليه من قبل، و يفهم وجوب قبولها على اللّه.
الخامسة فَإِذٰا قَضَيْتُمْ مَنٰاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اَللّٰهَ كَذِكْرِكُمْ آبٰاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ اَلنّٰاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنٰا آتِنٰا فِي اَلدُّنْيٰا وَ مٰا لَهُ فِي اَلْآخِرَةِ مِنْ خَلاٰقٍ 1.
و آية أخرى وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنٰا آتِنٰا فِي اَلدُّنْيٰا حَسَنَةً وَ فِي اَلْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنٰا عَذٰابَ اَلنّٰارِ 2.
و اخرى أُولٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمّٰا كَسَبُوا وَ اَللّٰهُ سَرِيعُ اَلْحِسٰابِ 3أي إذا فرغتم من عباداتكم الحجّيّة، و يحتمل الأعمّ، و المناسك جمع منسك و هو يطلق على العبادة إطلاق المصدر على المفعول أو يكون بمعناه المصدري أي إذا فعلتم أفعالكم الّتي كانت عبادة، أو يكون اسم مكان أطلق عليها، أو يكون المضاف محذوفا أي عبادات مناسككم «فَاذْكُرُوا اَللّٰهَ كَذِكْرِكُمْ آبٰاءَكُمْ» أي ذكرا مثل ذكركم آباءكم، فذكركم في محلّ النصب صفة لمفعول مطلق محذوف سواء كانت الكاف بمعنى مثل اسما مضافا أو حرفا متعلّقا بمقدّر، و آباءكم مفعول الذكر و أشدّ منصوب عطف على «كَذِكْرِكُمْ» أي يكون ذكركم اللّه إمّا مساويا لذكر آبائكم أو أشدّ و أكثر و أعلى ذكرا من ذكر الآباء، فذكرا تميز أي أشدّيّته يكون من حيث كونه ذكرا لا من جهة أخرى، فهو لرفع التوهّم و الاحتمال، و إن كان بعيدا كما في قولهم طاب زيد نفسا فافهم، و يحتمل جعل الذكر بمعنى الذاكر حينئذ كما سيأتي.
فكونه مجرورا معطوفا على الذكر على تقدير جعل الذكر بمعنى الذاكر مجازا للمبالغة أو على ما أضيف إليه بمعنى أو كذكر قوم أشدّ منكم ذكرا، أو