261عزّ و جلّ في كتابه «ذٰلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حٰاضِرِي اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ» قال يعني أهل مكّة ليس عليهم متعة كلّ من كان أهله دون ثمانية و أربعين ميلا ذات عرق و عسفان كما يدور حول مكّة، فهو ممّن يدخل في هذه الآية و كلّ من كان أهله وراء ذلك فعليه المتعة 1و هي كما تدلّ على بيان الحاضر يدلّ على أنّ ذلك إشارة إلى التمتّع، و عند بعض الأصحاب اثنا عشر ميلا 2و اختاره في مجمع البيان و دليله غير واضح، فانّا ما وجدنا عليه خبرا ضعيفا أيضا، و ذكر في المختلف له وجها بعيد جدّا.
«وَ اِتَّقُوا اَللّٰهَ» في المحافظة على حدود اللّه تعالى و أوامره و نواهيه سيّما في الحجّ حجّ التّمتع «وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَللّٰهَ شَدِيدُ اَلْعِقٰابِ» لمن خالف أوامره و نواهيه و لم يتّقه، و إنّما أمر بالعلم لأنّ العالم بذلك يتّقيه و لا يخالفه لأنّ علمه يمنعه و يصدّه عن ذلك، فانّ ذلك شأن العلم الحقيقيّ إذ العاقل إذا تحقّق ذلك لم يتعدّ و لم يخالف علمه.
الثانية اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ اَلْحَجَّ فَلاٰ رَفَثَ وَ لاٰ فُسُوقَ وَ لاٰ جِدٰالَ فِي اَلْحَجِّ وَ مٰا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اَللّٰهُ وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ اَلزّٰادِ اَلتَّقْوىٰ وَ اِتَّقُونِ يٰا أُولِي اَلْأَلْبٰابِ 3.