237وجعه اعتمر قلت أ رأيت حين برأ من وجعه قبل أن يخرج إلى العمرة حلّ له النساء؟ قال لا يحلّ له النساء حتّى يطوف بالبيت و بالصفا و المروة، قلت فما بال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله حين رجع من الحديبية حلّت له النساء، و لم يطف بالبيت؟ قال ليسا سواء كان النبيّ صلى اللّه عليه و آله مصدودا و الحسين محصورا 1.
و مثله صحيحته أيضا قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول المحصور غير المصدود و قال: المحصور هو المريض، و المصدود هو الّذي يردّه المشركون كما ردّوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ليس من مرض، و المصدود تحلّ له النساء، و المحصور لا يحلّ له النساء 2و غير ذلك من الأخبار.
و لا شكّ في دلالة الأخبار على المطلوب كما ترى، و لكن في الرواية الأولى دلالة على جواز النحر بل وجوبه موضع الحصر، و لا يجب البعث و هو خلاف ما ذهب إليه الأصحاب و أيضا في متنها أشياء حتّى أنه يتوهّم المنافاة بين أوّلها و آخرها ممّا نقل عن فعله عليه السّلام بالحسين عليه السّلام و أيضا فيها تغييرات ففي التهذيب غير الّذي في الكافي و في الفقيه غيرهما 3فانّ فيه أنّه فعل الحسين ذلك بنفسه لا أمير المؤمنين عليه السّلام و في التهذيب فيها زيادة بعد قوله «فانّ عليه الحجّ من قابل» : «فان ردّوا الدراهم عليه، و لم يجدوا هديا ينحرونه و قد أحلّ، لم يكن عليه شيء و لكن يبعث من قابل و يمسك أيضا» . و الأصحاب حملوها على أنّه محلّ و لا يبطل إحلاله، و لكن يبعث الهدي في القابل و يمسك عمّا يمسك عنه المحرم من حين البعث، و مثلها ما في رواية غير صحيحة في الكافي قلت لهأي لأبي جعفر عليه السّلام أ رأيت إن ردّوا عليه دراهمه و لم يذبحوا عنه، و قد أحلّ فأتى النساء؟ قال: فليعد أي ثمن الهدي و ليمسك الآن عن النساء إذا بعث 4.