178
و الحج عبادة خاصة تورث الخلق العظيم بما له من الاسرار و الرموز القربية نشير الى نبذ منها فيما يلى:
احدها ان الحج بما له من التكرمة الخاصة ليس تكليفا عباديا يؤمر
به كالصلاة و الزكاة
بل هو ميثاق و عهد الهى يتشرف به و لذا ليس التعبير عن لزوم الحج بسياق الخطاب الامرى حسبما ورد في الصلاة و الزكاة نحو أَقِيمُوا اَلصَّلاٰةَ وَ آتُوا اَلزَّكٰاةَ بل التعبير عن لزومه انما هو بلسان الميثاق الخاص و العهد المخصوص الالهى حيث قال «وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ» و مثل هذا العهد باخذ كلمة اللام و اسم الجلالة و تقديمه على المتعلق لم يعهد في غيره من العبادات.
و ان ورد في بعض الروايات ان الصوم لى و لكن الحج أيضا واجد للصوم حيث انه من لم يجد الهدى يصوم ثلاثة ايام في الحج و سبعة اذا رجع الى بلده كما ان جميع ما ورد في الصلاة يتحقق في الحج أيضا لان فيه طوافا هو بنفسه صلاة و فيه أيضا صلاة لان الطائف يتخذ من مقام ابراهيم مصلا يصلى فيه و يناجى هناك ربه و به يقيم عمود دينه و يتقرب بذلك من مولاه فينال جميع المزايا التى للصلاة و هكذا ينال البركات التى للزكاة حيث ان في الحج انفاقا ماليا و نثارا و ايثارا مزيلا للشح الذى أُحْضِرَتِ اَلْأَنْفُسُ اَلشُّحَّ و وقاية لها عن التلوث بذاك الشح و البخل وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ .
و الحاصل ان الحج مؤلف من العبادات الخاصة و شامل لفضائلها الجمه 1مع ماله من الميز الخاص الذى لا يوجد في غيره و هو انه عهد خاص بين اللّه تعالى و العبد و لذا قال «الصادق عليه السلام ود من في القبور لو ان له حجة بالدنيا و ما فيها 2.
ثانيها ان الحج بما له من التلبية الخاصة اخفاتا و جهرا طارد لأية
جاهلية كانت او تكون