166فمعه يتضح الاصلان المتقدمان اى الكلية و الدوام وضوح الرائعة و صلوح الحج لان يتبلور به ذانك الاصلان و الا لم يكن هدى للعالمين بل كان منهاجا لقوم خاص و هذا خلف و يشهد له قول على عليه السلام «ألا ترون اللّه سبحانه اختبر الاولين من لدن آدم الى الاخرين من هذا العالم باحجار لا تضرّ و لا تنفع و لا تبصر و لا تسمع فجعلها بيته الحرام الذى جعله للناس قياما» . 1
الجهة الثالثة في ان الحج معاد ممثل
قد تبين مما تقدم من الجهتين ان الحج توحيد ممثل و كذا هو وحى ممثل و الكلام هنا هو ان الحج معاد ممثل و ان مناسكه انموذج للقيامة و الحشر الاكبر.
و بيانه بانه كما ان اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلىٰ مِيقٰاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ و انهم يأتون اللّه فرادى كما خلقوا اول مرة و ان كل اناس يدعون بامامهم و ان لكل امرء يومئذ شأنا يغنيه و انه لا ولي هناك و لا حميم و انهم مِنَ اَلْأَجْدٰاثِ إِلىٰ رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ و انه لا وزر هناك لأحد و الى ربهم المستقر وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلىٰ حِمْلِهٰا لاٰ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَ لَوْ كٰانَ ذٰا قُرْبىٰ و ان كلهم آتِيهِ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ فَرْداً و يَفِرُّ اَلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صٰاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ و لا خلة و لا بيع و لا شفاعة هناك و بالجملة لا يجزى نفس نفسا و لاٰ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَ اَلْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلّٰهِ .
كك الحج تمثل لحشر الناس يوم القيامة في الساهرة التى لا نوم فيها خوفا و فزعا و لتجردهم في المعاد عن الازياء و مظاهر الحياة الدنيا فلا