160
اَللّٰهِ» . بخلاف الصلاة التى يتحتم فيها قوله تعالى: «وَ حَيْثُ مٰا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ.»
و بيان ذلك هو ان المعتبر في الصلاة المكتوبة استقبال الكعبة و التوجه اليها دون غيرها من الجهات و اما المعتبر في الحج هو السير حول الكعبة و الطواف على محورها في أية جهة كانت من الجهات الاربع و الى أية جهة منها فالحاج يرى «فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اَللّٰهِ» و المصلى يرى «ولوا وجوهكم شَطْرَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ » و كم بينهما من الميز. و كذا من الواجبات الهامة في الحج هو السعى بين الصفا و المروة و هو هرولة خاصة من اللّه و الى اللّه و فرار منه اليه و هجرة منه اليه و لياذ منه اليه و عوذ به منه كما عن مولانا ابى جعفر محمد بن على عليه السلام في تطبيق قوله تعالى:
«فَفِرُّوا إِلَى اَللّٰهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ قال عليه السلام حجوا الى اللّه عز و جل» . 1و هذا هو التوحيد القراح الذى لا يصحبه شيء عدا من هُوَ اَلْأَوَّلُ وَ اَلْآخِرُ تدبر قول النّبيّ صلى اللّه عليه و آله حيث قال بعد حمل جهازه على راحلته: هذه حجة لا رياء فيها و لا سمعة ثم قال صلى اللّه عليه و آله «من تجهز و في جهازه علم حرام لم يقبل و اللّه منه الحج» 2و تأمل في قوله عليه السلام ان الحجر الاسود يمين اللّه في الارض للميثاق، حتى يتجه كون الحج مثالا للتوحيد الجامع المتبلور في قوله تعالى: «تَعٰالَوْا إِلىٰ كَلِمَةٍ سَوٰاءٍ بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمْ أَلاّٰ نَعْبُدَ إِلاَّ اَللّٰهَ وَ لاٰ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لاٰ يَتَّخِذَ بَعْضُنٰا بَعْضاً أَرْبٰاباً» 3