159صراح لا شرك فيه بل يطرد فيه كل ما كان او يكون صنما او وثنا يظهر سر استحباب دخول المسجد الحرام من باب بنى شيبة و هو انه لما علا على عليه السلام ظهر رسول اللّه و رمى ب(هبل) من ظهر الكعبة دفن عند باب بنى شيبة فصار الدخول الى المسجد من ذاك الباب سنة كما بينه مولانا الصادق عليه السلام. 1و هذا اى جعل هبل تحت الاقدام و المشى عليه مثال عال و تمثل غال لجعل الشرك نسيا منسيا و اماتته ميتة سوء حيث ان الحق اذا تجلى لا يبقى معه مجال للباطل السابق او اللاحق: «قُلْ جٰاءَ اَلْحَقُّ وَ مٰا يُبْدِئُ اَلْبٰاطِلُ وَ مٰا يُعِيدُ» 2يعنى ان الحق لا يأتلف مع الباطل فلا موقع له سواء كان عودا للباطل السالف او بدوا للباطل السانح فلا اعادة للباطل و لا ابتداء له مع الحق اصلا و ظهور التوحيد و تجليه البالغ في الاحرام و هو التجرد عن غير واحد مما هو زينة الحياة الدنيا لائح لا سترة فيه و تمثل الحشر و المعاد الذى هو العود الى المبدأ بالاحرام بين لا خفاء فيه و سيظهر بعض معالى التوحيد عند بيان سائر ما للحج من المناسك و السنن فارتقب.
و الحاصل ان الحج توحيد ممثل و التوحيد هى الفطرة التى فطر اللّه اَلنّٰاسَ عَلَيْهٰا لاٰ تَبْدِيلَ لها فعليه يكون الحج من اهم مظاهر الإسلام و مجلى للأصلين المتقدمين اى الكلية و الدوام و لذا تداولته الامم و الاقوام و لم تطاوله الاعوام و الايام طول الدهر.
و مما يرشدك الى ان الحج توحيد ممثل هو ان من اركانه الهامة هو الطواف و هو عبادة خاصة يتجلى فيها قوله تعالى: «فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ