118و اما القلب فهو القسطاس المستقيم و الميزان الالهى الذى اودعه عبده ليعلم به ماله عند اللّه تعالى حيث روى مولانا الصادق عن آبائه عليهم السلام انه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: من احب ان يعلم ما له عند اللّه فليعلم ما للّه عنده 1و هذا من غرر كلمات من أوتي جوامع الكلم و قال مولانا الكاظم عليه السلام في جواب من سأله ان الرجل من عرض الناس يلقانى فيحلف باللّه انه يحبنى أفا حلف باللّه انه لصادق فقال عليه السلام: امتحن قلبك فان كنت تحبه فاحلف و إلا فلا 2.
فللقلب ان يشاهد الغيب و ينال ما تدركه الابصار فطوبى لِمَنْ كٰانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى اَلسَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ و هو ممن يأخذ كل عبادة و منها الحج بقوة القلب كما يأخذها بقوة البدن فله ان يشاهد باطن العبادة و منها الحج و ينال سرها بسريرته ما لا ينال بالاوهام فضلا عن الابصار.
و الحاصل ان لجميع ما جاء به الوحى الالهى ظاهرا يأخذه الانسان بقالبه و باطنا يأخذه بقلبه و هذا اصل يشهد له الثقلان اللذان تركها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في امته و شاهده الاولياء و عانقه الأتقياء و باشره الاصفياء و عاشقه الشهداء فطوبى لمن عشق لعبادة و عانقها و باشرها، فللحج ظاهر يأتيه الناس بابدانهم و باطن يناله الخواص منهم بقلوبهم و يرون ما يتمثل به عند ظهور الملكوت حسب ما رواه ابو بصير عن احدهما عليه السلام انه قال: اذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستة صور فيهن صورة هى احسنهن وجها و ابهاهن هيئة و اطيبهن ريحا و انظفهن صورةقالفتقف صورة عن يمينه و اخرى عن يساره و اخرى بين