7
بل بالضرورة (1)
و غير ذلك من كلمات العلماء الذين ادعوا الإجماع على وجوبه من جميع المسلمين، بل ادعوا أن وجوبه من الضروريات.
و هذا أيضا لا اشكال فيه، لأن الضروري هو الذي لا يجهله أحد من المسلمين، و الحج هكذا وجوبه غير مخفي على أحد من المسلمين، و الأخبار في فضيلة الحجو ان كان مندوباكثيرة بل متواترة قطعية:
«منها» صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد اللّه عليه السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لقاه أعرابي فقال له: يا رسول اللّه إني خرجت أريد الحج ففاتني، و أنا رجل مميل فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ به مثل أجر الحاج.
فالتفت إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقال: أنظر الى أبي قبيس، فلو أن أبا قبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل اللّه ما بلغت (به) ما يبلغ الحاج. ثم قال: ان الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئا و لم يضعه إلا كتب اللّه له عشر حسنات و محى عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات، فاذا ركب بعيره لم يرفع خفا و لم يضعه إلا كتب اللّه له مثل ذلك، فاذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه، فاذا سعى بين الصفا و المروة خرج من ذنوبه، فاذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه، فاذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه، فاذا رمى الجمار خرج من ذنوبه. قال: فعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كذا و كذا موقفا اذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه، ثم قال: أنى لك أن تبلغ ما يبلغ الحاج. قال أبو عبد اللّه عليه السلام: و لا تكتب عليه الذنوب أربعة أشهر، و تكتب له الحسنات إلا أن يأتي بكبيرة 1.
«و منها» ما عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: درهم في الحج أفضل من ألفي درهم فيما سوى ذلك من سبيل اللّه 2.