7
المقدمة:
ناقش المؤلف في كتابه «وضوء النبي / البحث الروائي» بشيء من التفصيل روايات عبداللّٰه بن عباس الغسلية و المسحية سنداً و دلالة ثم اصطلح بعد ذلك جملة (نسبة الخبر إليه) .
و حيث أنّ معنى البحثين السنديّ و الدلاليّ قد عرفت ماهيته لدى الباحثين و الأعلام فلا حاجة بنا لتوضيحه ، و أما ما اصطلح عليه المؤلف بجملة «نسبة الخبر» فيجب توضيحه ؛ لأنّ الباحث بعد الفراغ من دراسة الأخبار سنداً و دلالة يجب عليه أن يأتي إلى دراسة حقيقة إمكان انتساب هذه الأخبار إلى ذلك الصحابي المنسوب إليه الخبر أم لا؟ و هل يتوافق هذا المنسوب مع مرويأته الأخرى و سيرته العلمية و العملية أم لا؟ بل و مدى تطابق هذا المنسوب مع الثوابت الحديثية الأخرى الصادرة عن رسولاللّٰه؟ و أخيراً ترجيح أحد النقلين عن الصحابي عند التعارض .
و بمعنى آخر: البحث يكون عن جهة الصدور و الإلمام بأطراف الحدث الفقهي المراد دراسته من خلال الأخذ بجميع أطراف الشخصية المنسوب إليها الحدث ، أو التي يمكن أن ينسب إليها ، بناء على الكلّيات العامة التي عرفناها عنه ، مضافاً إلى دراسة الظروف المحيطة بالحدث ، ثمّ محاولة تطبيق المنسوب مع الحصيلة النهائية المستنتجة منها ، و مدى تلائم و انسجام تلك النسبة معه أو عدمها ؟