15افترض وجود عمّال عديدين لتشغيل الماكنة.
و التحقيق: إنّ الذّابح هو الشخص الذي يتحقّق على يده الجزء الأخير من سبب الذبح، فإذا فرض أنّ الماكنة كانت في حالة التشغيل، و يأخذ العامل الحيوانات و يربطها بها الواحد تلو الآخر، ليذبح اتوماتيكيا، كان الذابح من يقوم بربط الحيوان لا محالة؛ لأنّه المحقّق للجزء الأخير، و يكون الذبح بعد ذلك بمثابة الفعل التوليدي الصادر منه فيجب التسمية عليه.
و عندئذ يمكن أن يقال: بكفاية التسمية عند ربط كلّ حيوان بالآلة أو وضعه على المذبح؛ لأنّه شروع في الذبح بها، و يكفي التسمية عنده؛ لصدق عنوان فَكُلُوا مِمّٰا ذُكِرَ اِسْمُ اَللّٰهِ عَلَيْهِ 14نعم، لو كان ربطه لأجل أن يذبح فيما بعد بالآلة لا الآن لم يجزئ التسمية عنده.
و قد ينعكس الأمر بأن يفرض ربط الحيوان بالآلة أولا ثم تشغيلها، أو يكون المسؤول عن تشغيلها شخص آخر غير من يربط الحيوان بها، كما لعلّه كذلك في ذبح الدجاج بالماكنة حيث يربط بشريط دائري ثم يجعل الشريط على الماكنة لتدور بها على المذبح سريعا، ففي مثل ذلك يكون تشغيل الماكنة أو وضع الشريط عليها هو الجزء الأخير من السبب، فيكون المسؤول و المتصدّي لذلك هو الذابح فيجب تسميته. و لو كان بفعل أكثر من واحد كفت تسمية واحد منهم في صدق ذكر اسم اللّه على الذبيحة، و ما تقدّم من عدم كفاية تسمية غير الذابح لا يخرج إلاّ ما إذا كانت التسمية من الأجنبي لا المشارك في الذبح الذي يكون ذابحا أيضا.
و هل يمكن الاكتفاء بتسمية واحدة حين تشغيل الماكنة على الشريط، أو يجب تكرارها إلى حين انتهاء الشريط و ذبح جميع الذبائح المربوطة به؟