25
عليك نفقتك و غفر ذنبك.
و لنتبرّك بختم المقام بخير خبر تكفّل مكارم أخلاق السفر بل الحضر.
فعن الصادق عليه السلام، قال: قال لقمان لابنه: يا بنيّ إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك و أمورهم و أكثر التبسّم في وجوههم، و كن كريما على زادك بينهم، و إذا دعوك فأجبهم، و إذا استعانوا بك فأعنهم، و استعمل طول الصمت و كثرة الصلاة، و سخاء النفس بما معك من دابّة أو ماء أو زاد، و إذا استشهدوك على الحقّ فاشهد لهم و اجهد رأيك لهم إذا استشاروك ثم لا تعزم حتّى تتثبت و تنظر، و لا تجب في مشورة حتّى تقوم فيها و تقعد و تنام و تأكل و تضع و أنت مستعمل فكرتك و حكمتك في مشورتك، فانّ من لم يمحض النصح لمن استشاره سلبه اللّه رأيه، و نزع منه الأمانة، و إذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم، و إذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم، فإذا تصدّقوا أو أعطوا قرضا فأعط معهم، و اسمع لمن هو أكبر منك سنّا، و إذا أمروك بأمر و سألوك شيئا فقل: نعم و لا تقل:
لا، فإنها عيّ و لؤم، و إذا تحيّرتم في الطريق فانزلوا، و إذا شككتم في القصد فقفوا أو توامروا، و إذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم و لا تسترشدوه فان الشخص في الفلاة مريب لعلّه يكون عين اللّصوص أو يكون هو الشيطان الذي حيّركم، و احذروا الشخصين أيضا الاّ أن تروا ما لا أرى، فإن العاقل إذا أبصر بعينه شيئا عرف الحقّ منه، و الشاهد يرى مالا يرى الغائب.
يا بنيّ إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخّرها لشيء، صلّها و استرح منها، فإنّها دين، و صلّ في جماعة و لو على رأس زج 1.
و لا تنامنّ على دابّتك، فانّ ذلك سريع في دبرها 2و ليس ذلك من فعل الحكماء الاّ أن تكون في محمل يمكنك التمدّد لاسترخاء المفاصل، و إذا قربت من المنزل فانزل عن دابّتك و ابدأ بعلفها قبل نفسك، و إذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنها لونا، و