11العباد و العهد فيه و لم يوضع في غيره و كيف السبب في ذلك؟ تخبرني جعلني الله فداك فإن تفكري فيه لعجب. قال فقال سألت و أعضلت في المسألة و استقصيت فافهم الجواب و فرغ قلبك و أصغ بسمعك أخبرك ان شاء الله تعالى، ان الله تبارك و تعالى وضع الحجر الأسود و هي جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم (عليه السلام) فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق، و ذلك انه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم حين أخذ الله تعالى عليهم الميثاق في ذلك المكان 1و في ذلك المكان تراءى لهم، و من ذلك المكان يهبط الطير على القائم (عليه السلام) فأول من يبايعه ذلك الطير و هو و الله جبرئيل (عليه السلام) و الى ذلك المقام يسند القائم (عليه السلام) ظهره و هو الحجة و الدليل على القائم (عليه السلام) و هو الشاهد لمن وافى ذلك المكان و الشاهد على من ادى اليه الميثاق و العهد الذي أخذ الله (عز و جل) على العباد. و اما القبلة و الالتماس فلعلة العهد تجديدا لذلك العهد و الميثاق و تجديدا للبيعة و ليؤدوا إليه العهد الذي أخذ الله تعالى عليهم في الميثاق فيأتوه في كل سنة و و يؤدوا إليه ذلك العهد و الامانة اللذين أخذا عليهم، ألا ترى انك تقول أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة، و و الله ما يؤدي ذلك أحد غير شيعتنا و لا حفظ ذلك العهد و الميثاق أحد غير شيعتنا، و انهم ليأتوه فيعرفهم و يصدقهم و يأتيه غيرهم فينكرهم و يكذبهم، و ذلك انه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم و الله يشهد و عليهم و الله يشهد بالخفر و الجحود و الكفر و هو الحجة البالغة من الله عليهم يوم القيامة، يجيء و له لسان ناطق و عينان في صورته الاولى يعرفه الخلق و لا ينكره، يشهد لمن وافاه و جدد العهد و الميثاق عنده بحفظ العهد و الميثاق و أداء الامانة، و يشهد على كل من أنكر و جحد و نسي