432و الذي يظهر من كلمات الأعلام أن الأكثر ذهب إلى تضعيفه 1.
و كيف كان فالرجل لم تثبت وثاقته بدليل معتمد،و لا سيما مع اضطراب كلام العلماء فيه،فإن ابن الغضائري وثّقه في أحد قوليه،و ضعَّفه في قوله الآخر 2،و ذكره العلاّمة قدس سره مرّة في القسم الأول من خلاصته في الثقات،و ذكره مرة ثانية في القسم الثاني منها في الضعفاء 3،و كذلك صنع ابن داود في رجاله 4،و عليه فالرجل لا يُعتمد حديثه لجهالته.
على أنه ليس المراد بجمع القرآن و حفظه كما أُنزل هو جمع سوره و آياته في مصحف كما توهّمه الكاتب،بل المراد بجمعه أحد معنيين:
المعنى الأول:هو العلم بتفسيره و معرفة ما فيه من أحكام و معارف.
و يدل على ذلك قوله عليه السلام في الحديث الآخر الذي رواه الكليني رحمه الله في نفس الباب:ما يستطيع أحد أن يدَّعي أن عنده جميع القرآن كله ظاهره و باطنه غير الأوصياء.
فإنه ظاهر فيما قلناه،و إلا لو كان المراد بجمع القرآن في الحديث جمع ألفاظه في مصحف لكان أكثر هذه الأمّة يدّعون أن عندهم جميع القرآن كلّه،أما ادِّعاء العلم بالقرآن و فهم آياته و معانيه الظاهرة و الباطنة كما أنزلها الله سبحانه فهذا لم يدَّعه أحد من هذه الأمة إلا أئمة أهل البيت عليهم السلام.
و قوله:(ظاهره و باطنه)يرشد إلى ذلك،فإن ظاهر القرآن و باطنه مرتبطان بمعانيه لا بألفاظه 5،و جمع الظاهر و الباطن يعني الإحاطة بمعاني آيات الكتاب