418سننه عن عبد الله بن عمرو قال:آخر سورة نزلت سورة المائدة و الفتح 1.
فلا مناص حينئذ من أن يكون التبليغ في الآية متعلقاً بأمر مهم أريد من النبي صلى الله عليه و آله و سلم بيانه في نهاية دعوته،و إلا فلا معنى لتهديده بأنه إذا لم يبلغ ذلك الأمر فحاله حال من لم يبلغ الرسالة.
ثمّ إن وعده صلى الله عليه و آله و سلم بأن الله سيعصمه من الناس يدل على أن الأمر صعب و أنه ثقيل على الناس بحيث يُتوقَّع حصول الضرر للنبي صلى الله عليه و آله و سلم من جراء هذا التبليغ.
و ليس هناك شيء كهذا إلا أمر الخلافة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام،و هذا المعنى هو ما رواه القوم في كتبهم.
قال السيوطي في الدر المنثور:أخرج ابن أبي حاتم و ابن مردويه و ابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال:نزلت هذه الآية يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ على رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.
و أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال:كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم:يا أيها لرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك أن عليّا مولى المؤمنين و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس 2.
و لو سلَّمنا بأن مفاد الآية هو أمر النبي صلى الله عليه و آله و سلم بتبليغ الرسالة كلها فلا ينافي التبليغ تخصيص بعض الصحابة بعلوم و أسرار خاصة،فإن ذلك نوع تبليغ،لأن التبليغ إما أن يكون للناس كافة أو إلى أفراد مخصوصين.
و لهذا ناجى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليّا عليه السلام،فطالت نجواه معه في يوم الطائف فيما أخرجه الترمذي في سننه عن جابر قال:دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليّا يوم الطائف فانتجاه،فقال الناس:لقد طال نجواه مع ابن عمه،فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:ما انتجيته