4163-أن الأحاديث المروية الدالة على سماع جمع من الصحابة كلام الملائكة و رؤيتهم و سلامهم عليهم و كلامهم معهم لا تُحصى كثرة.
منها:ما أخرجه أحمد عن حذيفة بن اليمان أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال:بينما أنا أصلّي إذ سمعتُ متكلماً يقول:اللهم لك الحمد كله،و لك الملك كله،بيدك الخير كله،إليك يرجع الأمر كله،علانيته و سرّه،فأهل أن تُحمد،إنك على كل شيء قدير،اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنبي،و اعصمني فيما بقي من عمري،و ارزقني عملاً زاكياً ترضى به عني.فقال النبي صلى الله عليه و سلم:ذاك ملَك أتاك يعلِّمك تحميد ربك 1.
و من أراد المزيد فليرجع إلى كتابنا(كشف الحقائق)،فإنا ذكرنا هناك جملة وافرة منها 2.
و من كل ذلك نخلص إلى أن سماع أمير المؤمنين و سيدة نساء العالمين حديث الملَك أو جبرئيل عليه السلام ممكن الوقوع،بل إن ذلك غير مستبعد منهما،و لا سيما بعد ما رأينا بعض الأحاديث الصحيحة عندهم التي دلَّت على تكليم الملائكة و سلامهم و مصافحتهم لمن هو دونهما،فالجرأة على إنكار سماع علي و فاطمة صوت الملَك خطأ بيِّن فاحش لا يجوز لمسلم أن يقدم عليه،لأنه طعن واضح في العترة النبوية الطاهرة،أعاذنا الله من ذلك.
قال الكاتب:قلت:إذا كان الكتاب من إملاء رسول الله صلوات الله عليه و خط علي،فلم كتمه عن الأمة؟و الله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه و آله أن يبلغ كل ما أنزل إليه قال الله تعالى: يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ