408عن أبيه:أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم و عنده رجل من اليهود مرَّ بجنازة،فقال:يا محمد هل تتكلم هذه الجنازة؟فقال النبي صلى الله عليه و سلم:الله أعلم.فقال اليهودي:إنها تتكلم.فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:ما حدّثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم و لا تكذبوهم،و قولوا:آمنّا بالله و رسله.فإن كان باطلاً لم تصدّقوه،و إن كان حقاً لم تكذّبوه 1.
و لا ندري لِمَ استحل أهل السنة تكذيب شيعة أهل البيت عليهم السلام و رواة أحاديثهم،و لم يستحلوا تكذيب أخبار اليهود و النصارى و رواتهم،مع أن العلة المانعة من التكذيب متحققة في الموردين على السواء؟!
هذا مع أنهم رووا أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان عنده زاملتان 2من كتب أهل الكتاب.
فقد قال ابن كثير في تفسيره:كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب،فكان يحدِّث منهما 3.
و قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة عبد الله بن عمرو:و قد روى عبد الله أيضاً عن أبي بكر،و عمر،و معاذ،و سراقة بن مالك،و أبيه عمرو،و عبد الرحمن بن عوف،و أبي الدرداء،و طائفة،و عن أهل الكتاب،و أدمن النظر في كتبهم،و اعتنى بذلك 4.
و قال في تذكرة الحفاظ:و كان أصاب جملة من كتب أهل الكتاب،و أدمن النظر فيها،و رأى فيها عجائب 5.