55فجلست عنده الى وقت غروب الشمس فصحت بالجارية وقلت: ناوليني ثيابي لأنصرف فقال(ع): يا عمّتاه بيّتي الليلة عندنا فإنّه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عزّوجلّ الذي يحيي الله عزّوجلّ به الأرض بعد موتها قلت: ممّن يا سيّدي؟ ولست أرى بنرجس شيئاً من أثر الحمل فقال: من نرجس لا من غيرها قالت: فوثبت إلى نرجس فقلّبتها ظهراً لبطن فلم أربها أثر حبل فعدت اليه(ع) فأخبرته بما فعلت فتبسّم ثمّ قال لي: اذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل؛ لأنّ مثلها مثل امّ موسى لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها؛ لأن فرعون كان يشقّ بطون الحبالي في طلب موسى(ع) وهذا نظير موسى(ع).
قالت حكيمة: فعدت إليها فأخبرتها بما قال وسألتها عن حالها فقالت: يا مولاتي ما أرى بي شيئاً من هذا؟
قالت حكيمة: فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يديّ لا تقلب جنباً الى جنب حتى إذا كان في آخر الليل وقت طلوع الفجر وثبت فزعة فضممتها إلى صدري وسمّيت عليها فصاح أبومحمد(ع) وقال: إقرئي عليها انا أنزلناه في ليلة القدر فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر الأمر الذي أخبرك به مولاي فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني فأجابني الجنين من بطنها يقرأ كما أقرأ وسلّم علّي.