54كانت لي جارية يقال لها: نرجس فزارني ابن أخي(ع) وأقبل يحدّ النظر اليها فقلت له: يا سيدّي لعلّك هويتها فاُرسلها إليك؟ فقال: لا يا عمّة لكنّي أتعجّب منها فقلت: و ما أعجبك؟ فقال(ع): سيخرج منها ولد كريم على الله عزّوجلّ الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً فقلت: فاُرسلها اليك يا سيّدي؟ فقال: استأذني في ذلك أبي قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن(ع) فسلّمت وجلست فبدأني(ع) قال: يا حكيمة ابعثي بنرجس الى ابني أبي محمّد.
قالت: فقلت: يا سيدّي على هذا قصدتك أن أستأذنك في ذلك فقال: يا مباركة إنّ الله تبارك وتعالى أحبّ أن يشركك في الأجر ويجعل لك في الخير نصيباً.
قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزيّنتها ووهبتها لأبي محمد(ع) وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي أيّاماً ثمّ مضى الى والده ووجّهت بها معه.
قالت حكيمة: فمضى أبوالحسن(ع) وجلس أبو محمد(ع) مكان والده وكنت أزوره كما كنت أزور والده فجاءتني نرجس يوماً تخلع خفّي وقالت: يا مولاتي ناولني خفّك فقلت: بل أنت سيدّتي ومولاتي والله لا دفعت إليك خفي لتخلعيه ولا خدمتيني بل أخدمك على بصري فسمع أبومحمد(ع) ذلك، فقال: جزاك الله
خيراً يا عمّة.