18
بُنْيٰاناً» ثم أعقبوا اقتراحهم بقولهم: «رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ» : أي لا نعرفهم ولا نقول عنهم شيئاً وربّهم أعرف بهم، وهذا كلام مَن لا يعرف أصحاب الكهف وعملهم، أو لا يحبّ أن يوصفوا بشيء من الصلاح والفلاح ولذا يفوّض مصيرهم إلى اللّٰه.
وأمّا الاقتراح الثاني فهو نابع عن قلب عارف بأصحاب الكهف، حيث قالوا: «قٰالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلىٰ أَمْرِهِمْ» عرفوهم بجد «لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً» وهل يمكن أن يكون هذا الاقتراح ياترى يصدر عن الكافر الفاجر؟!
وعلى هذا كيف يقول الشيخ: يحتمل أنّهم كانوا (المقترحون) فجّاراً كفّاراً؟!!
وثانياً: أنّ الاستدلال ليس مبنيّاً على كون الاقتراح من المسلمين والموحّدين، بل مبني - كما تقدّم - على رؤية قرآنية وهي أنّه لا يذكر شيئاً عن غيره إذا كان أمراً مشتبهاً إلّامع نقده وردّه، والمقام من هذا القبيل، فلو كان في هذا الاقتراح رائحة شرك كما يزعمه من يمنع بناء تلك المساجد، لما سكت عنه القرآن الكريم .
الوجه الثاني: قال: إنّ الاستدلال المذكور إنّما يستقيم على طريقة أهل الأهواء من الماضين والمعاصرين الذين يكتفون