783. لو كان ميّتاً فما معنى كون النبي من شهداء الأعمال يوم القيامة، فهل يمكن أن يكون الميّت شاهداً على الأعمال وقد قال سبحانه: فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ عَلىٰ هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً 1 .
4. أفيمكن أن يكون الشهداء أحياء عند ربّهم يرزقون ولكن نبي الشهداء غير حيّ لا يدرك شيئاً ولا يعرف؟!
ثمّ إنّ المراد من كون النبيّ حيّاً هو الحياة البرزخية، فالنبيّ انتقل بموته من حياة إلى حياة أُخرى.
إلى هنا تبيّن حال طلب الشفاعة والاستغاثة والتوسّل بالنبي والأولياء والأُمور التي زعموا أنّها شرك لاستلزامها الاعتقاد بوجود قدرة غيبية فيهم، وإليك الكلام في سائر المسائل الّتي يكفّرون بها عامة المسلمين.
المسألة الثانية: الصلاة عند قبور الأنبياء والأولياء
إنّ الصلاة عند قبور الأولياء ليس إلاّ لأجل التبرّك بالمكان الذي دفنت فيه تلك الذوات الطاهرة المقدّسة أو مسّت أجسادهم الطاهرة وبذلك صارت مباركة، وهذا هو أحد الأُمور الواضحة في الشريعة المقدّسة، بشرط أن يتجرّد الإنسان عمّا اتّخذ هؤلاء من الضوابط والقواعد للتوحيد والشرك، وإليك بعض ما ورد:
1. الصلاة في مقام إبراهيم(عليه السلام)
أمر سبحانه المسلمين بالصلاة في المقام الذي قام به النبي إبراهيم(عليه السلام) وقال: وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى 2 فما هو الوجه في أمر المسلمين بالصلاة في موضع إبراهيم؟ ما هذا إلاّ للتبرّك به، فقد مسّ جسده الطاهر هذا المقام وصار مباركاً عبر القرون إلى يوم القيامة.