74أمّا الثلاثة الأُولى: فالتوسّل بأسماء الله أوّلاً، أو التوسّل بالأعمال الصالحة التي قام بها المتوسّل طول عمره، أو التوسّل بدعاء المؤمن الحي.
وأمّا الثلاثة الممنوعة:
1. التوسّل بدعاء الميّت من غير فرق بين النبي وغيره.
2. التوسّل بمنزلة النبي وجاهه عند الله.
3. التوسّل بذات النبي ونفسه المقدّسة.
وبما أنّهم يمنعون الأخير أشد المنع فنحن ندرسه حتى يتبيّن به حكم الأوّلين.
روى الحاكم في مستدركه عن عثمان بن حنيف أنّه قال: إنّ رجلاً ضريراً أتى إلى النبي(ص) فقال: ادعُ الله أن يُعافيني. فقال(ص):
«إن شئت دعوت، وإن شئت صَبَرت وهو خير؟».
قال: فادعه، فأمره(ص) أن يتوضّأ ويحسن وضوءه ويصلّي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء:«اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة، يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى ربّي في حاجتي لتقضى، اللّهمّ شفّعه فيّ».
قال ابن حنيف: فوالله ما تفرّقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا كأن لم يكن به ضرٌّ. 1
كلام حول سند الحديث
لا شكّ أنّ الحديث صحيح بلا كلام لم يخدش أحد في سنده، كيف وقد رواه الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، كما أقرّ الذهبي بصحّته في تلخيصه للمستدرك المطبوع في هامشه، مضافاً إلى أنّ كثيراً من الأعلام قد رووا هذا الحديث، منهم:
1. ابن ماجة في سننه برقم 1385 وقال: هذا حديث صحيح.