24يكفيهم وجود المصطفى بينهم، يستقبلون أنواره ويزيل حيرتهم.
أليس من الاجحاف أن نفضل هؤلاء - بالرغم مما اقترفوه - على أناس مؤمنين قابضين على دينهم كقبضهم على الجمر؟!
في عمق الحديث
بعد وفاة النبى(صليالله عليه وآله وسلم) ارتد كثيرٌ من الناس، وقتل مالك بن نويرة وقومه بواسطة المسلمين، وفي هذا القرن تم اغتيال عمر بن الخطاب، حدثت فتنة بين عثمان والصحابة أدت إلى قتله بأيديهم. وما إن قام علىٌّ(عليهالسلام) بالأمر حتى نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون. فقتل في حرب الجمل قرابة ثلاثين ألف نفس - في خير القرون -! وقتل في صفين قرابة مائة ألف نفس - في خير القرون -! ثم كانت النهروان فقتل الآلاف فيها - في خير القرون -! وكل هذه الحروب بين أهل القرن المشهود لهم بالفضل!!
وفي هذا القرن قتل علي بن أبى طالب(عليهالسلام)، وسُم ابنه الحسن(عليهالسلام) وقتل العديد من الصحابة الأجلاء على يد معاوية. وكل هذا الشر المتدفق كان في خير القرون!! وفي خير القرون كانت المصيبة العظمى، ألا وهي قتل الحسين(عليهالسلام) وأهل بيته في كربلاء، حتى إنّ الرّضع حصلوا على نصيب من هذه الأفضلية المزعومة!! فكان نصيب رضيع الحسين سهماً في نحره. بعد ذلك حمل رأس الحسين على رمح من كربلاء إلى الشام.
رُوي في طبقات ابن سعد بسنده إلى المنهال أنّه قال: دخلت على على بن الحسين، فقلت: كيف أصبحت أصلحك الله؟ فقال: «ما كنت أرى شيخاً من أهل المصر مثلك، لا يدرى كيف أصبحنا، فأما إذ لم تدر أو تعلم فأنا أخبرك؛ أصبحنا في قومنا بمنزلة بنى إسرائيل في آل فرعون!! إذ كانوا يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، وأصبح شيخنا وسيدنا يتقرب إلى عدونا بشتمه أو سبه على المنابر، وأصبحت قريش تعدّ أنّ لها الفضل