19هو شامل لجميع ذريّته، شريطة أن لا يكون الفرد ظالماً لنفسه.
وبالفعل، فقد جعل الله تعالى من ذريّته أئمّة؛ قال تعالى: (وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ نٰافِلَةً وَ كُلاًّ جَعَلْنٰا صٰالِحِينَ* وَ جَعَلْنٰاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنٰا وَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرٰاتِ) 1.
الثاني: قوله تعالى: (وَ إِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ إِنَّنِي بَرٰاءٌ مِمّٰا تَعْبُدُونَ* إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ* وَ جَعَلَهٰا كَلِمَةً بٰاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) 2.
وقد ذهب جمع من المفسّرين إلى أنّ الكلمة الباقية في عقب إبراهيم عليه السلام هي كلمة التوحيد، التي برّأته ممّا يعبد قومه، وتوجّهه نحو الذي فطره هو عين معنى كلمة التوحيد (لا إله إلّا الله)، وأنّ المراد من قوله تعالى: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) يعني أن يرجع المشرك منهم بدعوة الموحِّد إلى الله سبحانه 3.
إذن، جعل الله تعالى التوحيد باقياً في ذريّة إبراهيم عليه السلام وعقبه، ولا تخلو ذريّته من الموحّدين، وسيأتي أنّ جميع المعاصي نوع ومرتبة من مراتب الشرك بالله تعالى.
فالتوحيد الذي جعله الله تعالى باقياً في عقب إبراهيم لا بدّ