39
وجوده نقصاً يجب تنزيه الله تعالى عنه، فظهر أنّه يمتنع رؤيته سبحانه 1.
الآية الثالثة: (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا)
قال تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا) 2، الآية الكريمة تؤكد حقيقة عقلية مضمونها امتناع العلم بكنه الذات المتعالية، فهذا مما لا سبيل إليه لأنّه نوع من الحدّ والقيد للذات المتعالية، وهو من صفاته تعالى السلبية.
وهذا هو السرّ في عدم وقوع توصيفات غيره تعالى عليه حق الوقوع والاتصاف، حيث قال تعالى: (سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) 3، فإنّ المعاني الكمالية التي نصفه تعالى بها هي أوصاف محدودة، وجلت ساحته سبحانه عن الحد والقيد، وهو الذي يرومه النبي الأكرم (ص) في كلمته المشهورة: «لا أبلغ مدحك والثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» 4.
وقد سجّل البحث الروائي منطلقاً آخر لدحض الرؤية وامتناعها صدر فيه من قوله سبحانه: (وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) ،