9
1.المتطرّفون وتكفير رجال العلم في القرون السابقة
الغلوّ عبارة عن الخروج عن حدّ الوسط وهو يتمثّل تارة في الإفراط، وإليه يشير سبحانه بقوله: (قُلْ يٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ لاٰ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ) ، 1 وأُخرى في التفريط وهو بخس حقوق الناس بذرائع واهية، ونحن نذكر نماذج من هذا النوع من التطرّف ليكون عبرة للمعاصرين.
جذور التكفير في القرون الأُولى
الحكم بالكفر على شخص أو فئة من أخطر الأُمور لما يستتبع من استباحة دماء الأُمّة وأعراضها وأموالها، والتكفير كالحكم بالإيمان حكم شرعي لا يقوم به إلاّ العالم بالكتاب والسنّة المميّز للأُصول عن الفروع وضروري الدين من ضروري الفقه، والشرك الجليّ عن الشرك الخفيّ، والمتفق عليه منه من المختلف فيه، إلى غير ذلك من الأُمور التي هي من اختصاصات الفقيه الجامع للشرائط.