23أمّا ابن الأثير فعلّل دفنه ليلاً بداره، بالقول: إنّ بعض الحنابلة تعصّبوا عليه، ووقعوا فيه فتبعهم غيرهم، ولذلك سبب، وهو أنّ الطبري جمع كتاباً ذكر فيه اختلاف الفقهاء، لم يصنّف مثله ولم يذكر فيه أحمد بن حنبل، فقيل له في ذلك، فقال: لم يكن فقيهاً، وإنّما كان محدّثاً، فاشتدّ ذلك على الحنابلة، وكانوا لا يُحصون كثرة ببغداد، فشغبوا عليه وقالوا ما قالوا.
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
فالناس أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
حسداً وبغياً إنّه لدميم. 1
2. هدم جامع (بُراثا)
قال أبوصالح بن أحمد بن عيسى السليلي في كتابه «الفتن» بعد أن ذكر فضل جامع براثا الّذي يؤمّه الشيعة
ببغداد: فرأيت مسجد براثا وقد هدمه الحنبليون وحفروا قبوراً فيه، وأخذوا أقواماً قد حُفر لهم قبور فغلبوا أهل الميت ودفنوهم فيه، إرادةَ تعطيل المسجد وتصييره مقبرة،