8لقد سعيت جاهدة لأن أذكر مصادر هذه الأحاديث والروايات من كتب أهل السنّة قدر المستطاع، وكرست كل جهودي في الاستفادة ممّا اتفق عليه كل من الفريقين، حتّى يستطيع الداعي إلى المذهب الحق، وهو مذهب أهل البيت(عليهم السلام) الشّامخ، أن يستدلّ لهم من مصادرهم لكي يكون أقرب لهم للقبول ولكي يعلموا أنّ اعتقادنا يلتقي معهم في كثير من الروايات وكذلك لكي تطمئن قلوبهم بأنّ ما لدينا من أدلّة هي مشتركة بيننا وبينهم لأنّ ربنا واحد وديننا واحد وكتابنا واحد ونبيّنا(ص) واحد وسنتنا واحدة.
كذلك حاولت ذكر المصادر حسب الأولويّة لأهل السنّة قدر المستطاع و حسب ما تستدعي الحاجة مبتدئة بالصحاح والمسانيد و من ثم لعدم وجود بعض الأدلّة في الصحاح، استخدمت المصادر الأخرى من حيث الاهمية، معتمدة بذلك على القول المنقول عن البخاري، حيث قال:
...وما تركت من الصحيح أكثر، قال الإسماعيلي: لأنه لو أخرج كل صحيح عنده لجمع في الباب الواحد حديث جماعةٍ من الصحابة، ولذكر طريق كل واحدٍ منهم إذا صحت، فيصير كتاباً كبيراً جداً 1 وكذلك ما نقل عنه أنّه قال:
ما أدخلت في هذا الكتاب إلّا ما صحّ، و تركت من الصحيح حتى لا يطول الكتاب 2 وقد قمت أيضاً بنقل عنوان بعض المصادر الأخرى في الهامش.
إنّ هدفي الرئيس في هذا البحث هو عرض النّصوص كما هي في مصادرها، لكي يستطيع القارئ المحترم أن يستفيد منها ويتعرّف على الحقائق بعيداً عن النقل، ويطمئن ضمير الإنسان المسلم المعتقد بأنّ ما عنده من اعتقاد هو قرين لما جاءنا في القرآن الكريم وسنّة النّبيّ المصطفى(ص) ومن بعده أهلبيته الطّيبين الطاهرين(عليهم السلام)، عن طريق الأحاديث المنقولة عنهم، لهذا لم أستخدم أسلوبي الخاص في الكتابة إلّا في مواضع الض-رورة لتبيين بعض المطالب واستخراج المضامين من النّصوص، وكذلك لم أذكر جميع النّصوص الواردة في المصادر