438
7. التمتع بالعمرة إلى الحجّ وظيفة الآفاقي
إنّه سبحانه أشار بأنّ التمتع بالعمرة إلى الحجّ فريضة من لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام، و قال ذٰلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حٰاضِرِي اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ أي ما تقدّم ذكره حين التمتع بالعمرة إلى الحجّ ليس لأهل مكة و من يجري مجراهم و إنّما هو لمن لم يكن من حاضري مكة، و أمّا الحاضر فهو من يكون بينه و بينها دون 48 ميلا، من كلّ جانب على الاختلاف.
ثمّ إنّه سبحانه أتمّ الآية بالأمر بالتقوى، أي العمل بما أمر و النهي عمّا نهى، و ذلك لأنّه سبحانه شديد العقاب، فقال وَ اِتَّقُوا اَللّٰهَ وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَللّٰهَ شَدِيدُ اَلْعِقٰابِ .
هذا هو تفسير الآية المباركة جئنا به ليكون قرينة واضحة على تفسير ما سنسرد من الروايات و الأحاديث من احتدام النزاع بين النبي و أصحابه في كيفية الحجّ و دام حتّى بعد رحيله صلى اللّٰه عليه و آله و سلّم.
و المهم في المقام في إفادة المقصود هو الجملتان التاليتان:
1. وَ أَتِمُّوا اَلْحَجَّ وَ اَلْعُمْرَةَ لِلّٰهِ .
2. فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى اَلْحَجِّ .
فالأولى تدلّ على إكمالهما دون أفرادهما في الزمان، كما أنّ الثانية تدلّ على لزوم التحلّل و التمتّع بين العملين.