38ونقتل ، ونخاف ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا ، ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعاً يتقرّبون به إلى أوليائهم وقضاة السوء وعمّال السوء في كل بلدة ، فحدّثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ورووا عنّا ما لم نقله ولم نفعله ، ليبغّضونا إلى الناس ، وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام ، فقتلت شيعتنا بكلّ بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنّة ، وكان من يذكر بحبّنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله ، أو هدمت داره ، ثمّ لم يزل البلاء يشتدّ ويزداد إلى زمان عبيداللّٰه بن زياد قاتل الحسين عليه السلام ثمّ جاء الحجّاج فقتلهم كلّ قتلة ، وأخذهم بكل ظنّة وتهمة ، حتّى أنّ الرجل ليقال له : زنديق أو كافر ، أحبّ إليه من أن يقال : شيعة عليّ ، وحتّى صار الرجل الذي يذكر بالخير - ولعلّه يكون ورعاً صدوقاً - يحدّث بأحاديث عظيمة عجيبة ، من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة ولم يخلق اللّٰه تعالى شيئاً منها ، ولا كانت ولا وقعت وهو يحسب أنّها حقّ لكثرة من قد رواها ممّن لم يعرف بكذب ولا بقلّة ورع» 1 .
بل وإليك ما أورده ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة :كان سعد بن سرح مولى حبيب بن عبد شمس من شيعة عليّ بن أبيطالب ، فلمّا قدم زياد الكوفة والياً عليها أخافه فطلبه زياد ، فأتى الحسن بن عليّ ، فوثب زياد على أخيه وولده و امرأته ، فحبسهم و أخذ ماله وهدم داره ، فكتب الحسن إلى زياد : «من الحسن بن عليّ إلى زياد ، أمّا بعد : فإنّك عمدت إلى رجل من المسلمين له ما لهم ، وعليه ما عليهم ، فهدمت داره و أخذت ماله وعياله