40زعمتم أنّه عظيم قريش وذكرتم عقله يدع أن يسألني أن انصرف عن بيته الّذي يعبده أما لو سألني أن أنصرف عن هدِّه 1 لانصرفت له عنه، فأخبره التّرجمان بمقالة الملك فقال له عبدالمطّلب: إنَّ لذلك البيت ربّاً يمنعه وإنّما سألتك ردَّ إبلي لحاجتي إليها، فأمر بردِّها عليه ومضى عبدالمطلب حتّى لقى الفيل على طرف الحرم، فقال له: محمود! فحرَّك رأسه فقال له: أتدري لما جيء بك؟ فقال برأسه: لا، 2 فقال: جاؤوا بك لتهدم بيت ربّك أفتفعل؟ فقال برأسه: لا، قال: فانصرف عنه عبد المطّلب وجاؤوا بالفيل ليدخل الحرم، فلمّا انتهى إلى طرف الحرم امتنع من الدُّخول فضربوه فامتنع فأداروا به نواحي الحرم كلّها، كلُّ ذلك يمتنع عليهم فلم يدخل وبعث الله عليهم الطير كالخطاطيف 3في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها فكانت تحاذي برأس الرَّجل، ثمّش ترسلها على رأسه فتخرج من دبره حتّى لم يبق منهم أحدٌ إلّا رجل هرب فجعل يحدِّث النّاس بما رأى إذا طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال: هذا الطير منها وجاء الطّير حتّى حاذى برأسه، ثمَّ ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات. 4
58 وفي امالي الطوسي : الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي، عن شيخه، عن والده رضي الله عنهما، قال: اخبرنا ابو عبد الله محمد بن محمد، قال: اخبرنا ابو الحسن علي بن بلال المهلبي، قال: حدثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الربعي، قال: حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر، قال: حدثنا المعلى بن محمد البصري، قال: حدثنا محمد بن جمهور القمي، قال: حدثنا جعفر بن بشير، قال: حدثني سليمان بن سماعة، عن عبد الله بن قاسم، عن عبد الله بن سنان، عن ابي عبد الله جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده:، قال: لما قصد ابرهة ابن الصباح ملك الحبشة لهدم البيت تسرعت الحبشة فأغاروا عليها، فأخذوا سرحا 5 لعبد المطلب