31إليه 1 فلمّا أصبح أفاض من المشعر إلى منى فقال لاُمّه: زوري البيت أنت وأحتبس الغلام؛ فقال: يا بنيَّ هات الحمار والسكّين حتّى اقرِّب للقربان فقال: أبان: فقلت لأبي بصير: ما أراد بالحمار والسكّين؟ قال: أراد أن يذبحه، ثمّ يحمله فيجهّزه ويدفنه قال: فجاء الغلام بالحمار والسكّين فقال: يا أبت أين القربان؟ قال: ربّك يعلم أين هو. يا بنيَّ أنت والله هو إنَّ الله قد أمرني بذبحك فَانْظُرْ مٰا ذٰا تَرىٰ... 2 قال: يٰا أَبَتِ افْعَلْ مٰا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ 3 قال: فلمّا عزم على الذَّبح قال: يا أبت خمّر 4 وجهي وشد وثاقي قال: يا بنيَّ الوثاق مع الذَّبح والله لا أجمعهما عليك اليوم؛ قال أبو جعفر(عليه السلام): فطرح له قرطان 5 الحمار، ثمَّ اضجعه عليه وأخذ المدية 6 فوضعها على حلقه قال: فأقبل شيخ فقال: ما تريد من هذا الغلام؟ قال: اريد أن أذبحه، فقال: سبحان الله غلام لم يعص الله طرفة عين تذبحه؟! فقال: نعم، إنَّ الله قد أمرني بذبحه، فقال: بل ربّك نهاك عن ذبحه وإنّما أمرك بهذا الشيطان في منامك قال: ويلك الكلام الّذي سمعت هو الّذي بلغ بي ما ترى لا والله لا اكلّمك، ثمَّ عزم على الذَّبح فقال الشّيخ: يا إبراهيم إنّك إمام يقتدى بك فإن ذبحت ولدك ذبح النّاس أولادهم فمهلاً فأبى أن يكلّمه. قال: أبو بصير سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: فأضجعه عند الجمرة الوسطى، ثمَّ أخذ المدية فوضعها على حلقه، ثمَّ رفع رأسه إلى السَّماء، ثمَّ انتحى 7 عليه فقلّبها جبرائيل(عليه السلام) عن حلقه فنظر إبراهيم فإذا هي مقلوبة فقلّبها إبراهيم على خدِّها وقلّبها جبرائيل على قفاها ففعل ذلك مراراً، ثمَّ نودي من ميسرة مسجد الخيف: يا إبراهيم قد صدَّقت الرّؤيا واجترّ الغلام من تحته وتناول جبرائيل الكبش من قلّة ثبير 8 فوضعه تحته