24كساء كان معها فاستظلوا تحته فلمّا اسرحهم 1 ابراهيم(عليه السلام) ووضعهم واراد الإنصراف عنهم الى سارة، قالت له هاجر: يا ابراهيم لِمَ تدعنا في موضع ليس فيه انيس ولا ماء ولا زرع؟ فقال ابراهيم: الله الذي امرني ان اضعكم في هذا المكان، هو يكفيكم، ثم انصرف عنهم فلمّا بلغ كذا وهو جبل بذي طوى، التفت اليهم ابراهيم فقال: رَبَّنٰا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوٰادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنٰا لِيُقِيمُوا الصَّلاٰةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّٰاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرٰاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ. 2
ثم مضى وبقيت هاجر فلمّا ارتفع النهار عطش اسماعيل وطلب الماء فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى فنادت: هل في الوادي من انيس؟ فغاب عنها اسماعيل فصعدت على الصفا ولمع 3 لها السراب 4 في الوادي فظنّت انّه ماء فنزلت في بطن الوادي وسعت فلمّا بلغت المسعى غاب عنها اسماعيل، ثم لمع لها السراب في ناحية الصفا فهبطت الى الوادي وسعت تطلب الماء فلمّا غاب عنها اسماعيل عادت حتى بلغت الصفا فنظرت حتى فعلت ذلك سبع مرّات فلمّا كان في الشوط السابع وهي على المروة نظرت الى اسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه قعدت حتى جمعت حوله رملا فانّه كان سائلاً فزمته 5 بما جعلت حوله فلذلك سمّيت زمزم وكانت «جرهم» نازلة بذي المجاز وعرفات فلمّا ظهر الماء بمكة عكفت الطير والوحش على الماء فنظرت «جرهم» الى تعكف الطير والوحش على ذلك المكان واتبعوها حتى نظروا الى امرأة وصبيّ نازلين في ذلك الموضع قد استظلّا بشجرة وقد ظهر الماء لهما فقالوا لهاجر: من انت وما شأنك وشأن هذا الصبيّ؟ قالت: انا امّ ولد ابراهيم(عليه السلام) خليل الرحمن وهذا ابنه امره الله ان ينزلنا ههنا فقالوا لها: فتأذنين لنا ان نكون بالقرب منكم فقالت لهم: حتى يأتي