19وراء ظهورهم وحسروا 1 بالشعور حلقاً عن رؤوسهم ابتلاء عظيماً واختباراً كبيراً وامتحاناً شديداً وتمحيصاً بليغاً وقنوتاً 2 مبيناً، جعله الله سبباً لرحمته ووصلة ووسيلة إلى جنّته وعلّة لمغفرته وابتلاء للخلق برحمته ولو كان الله تبارك وتعالى وضع بيته الحرام ومشاعره العظام بين جنّات وأنهار وسهل وقرار، جمِّ 3 الأشجار، داني 4 الثّمار، ملتفّ 5 النبات، متّصل القرى، من برَّة 6 سمراء 7 وروضة خضراء وأرياف 8 محدقة 9 وعراص 10 مغدقة 11 وزروع ناضرة وطرق عامرة وحدائق كثيرة لكان قد صغر الجزاء على حسب ضعف البلاء، ثمَّ لو كانت الأساس المحمول عليها والأحجار المرفوع بها بين زمرُّدة خضراء وياقوتة حمراء ونور وضياء لخفّف ذلك مصارعة الشكِّ 12 في الصدور ولوضع مجاهدة إبليس عن القلوب ولنفى معتلج الرَّيب 13 من النّاس ولكن الله عزَّوجلَّ يختبر عبيده بأنواع الشدائد ويتعبّدهم بألوان المَجاهد 14 ويبتليهم بضروب المكاره إخراجاً للتكبّر من قلوبهم وإسكاناً للتّذلّل في انفسهم وليجعل ذلك أبواباً [فتحاً] إلى فضله وأسباباً ذللاً لعفوه وفتنته 15 كما قال: الم * أَ حَسِبَ النّٰاسُ أَنْ