49الأُخرى اسمها الذي تتسمّى به كالخوارج والجهمية والمعتزلة والرافضة (الشيعة) والأشاعرة والماتريدية والكلابية وغيرها؛ لأنّ الاسم دليل على مسمّاه.
وهذا الكلام الساذج مردود على صاحبه؛ إذ إنّ من المعروف تاريخياً أنّ هذه التسميات ليست من صنع أصحابها، وإنّما هي من صنع خصومهم من الكتّاب والمؤرِّخين.
وهذه الاتّجاهات والفِرَق - كما يسمّونها - تتبنّى الروايات ولكن بطُرُقٍ مختلفةٍ عن طُرُق أهل السنّة، كما أنّ من هذه الاتّجاهات مَن يتبنّى نفس روايات أهل السنّة ومعتقداتهم كالأشاعرة والماتريدية، إلاّ أنّهما يختلفان مع الحنابلة. 1
ولا يزال الأزهر يدرّس عقيدة الأشعري والماتريدي على تلاميذه، في الوقت الذي أُهملت فيه عقيدة الحنابلة التي يتسلّح بها الوهّابيون اليوم.
ومثلما أطلق الحنابلة هذه التسميات التي اعتبرها المحقّق علامة الخذلان والضياع على خصومهم، أطلق الخصوم أيضاً تسميات متعدّدة عليهم حدّدها ابن حنبل في عقيدته وقد سبق ذكرها.
وما يمكن قوله حول تسميات الخصوم للحنابلة، وعلى رأسها تسمية الحشوية والمشبّهة، إنّها تسميات صحيحة ودقيقة وهي بمجملها تنطبق على الوهّابيين الحنابلة اليوم.
والخصوم لم يطلقوا هذه التسميات عليهم من فراغ، وإنّما أطلقوها بسبب إغراقهم في الروايات، وتعصّبهم لها.
والأزمة هنا تكمن في أنّ الوهّابيّين الحنابلة اعتبروا أنفسهم الممثِّل الشرعي الوحيد