43وهاجمته وطعنت في عقيدته وتصوّره، ممّا دفع به إلى أن يسلّط عليهم مدافعه في نهاية رسالته بقوله: وقد رأيت لأهل الأهواء والبِدَع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة يسمّون بها أهل السنّة يريدون بذلك عيبهم والطعن عليهم والوقيعة فيهم والإزراء بهم عند السفهاء والجهّال.
فأمّا المرجئة فإنّهم يسمون أهل السنّة شكاكاً وكذبت المرجئة.
وأمّا القدرية فيسمّونهم المجبّرة وكذبت القدرية.
وأمّا الجهمية فيسمّونهم المشبّهة وكذبت الجهمية أعداء الله.
وأمّا الرافضة فيسمّونهم الناصبة وكذبت الرافضة.
وأمّا الخوارج فيسمّونهم مرجئة وكذبت الخوارج.
وأمّا أصحاب الرأي فيسمّونهم حشوية، وكذب أصحاب الرأي أعداء الله، بل هم الحشوية تركوا آثار الرسول وحديثه وقالوا بالرأي وقاسوا الدين بالاستحسان، وحكموا بخلاف الكتاب والسنّة، وهم أصحاب بِدْعة جهلة ضلاّل وطلاّب دنيا بالكذب والبهتان.
وختم ابن حنبل رسالته بهذا الدعاء: اللّهمّ ادحض باطل المرجئة، وأوهن كيد القدرية، وأذلّ دولة الرافضة، وامحق شبه أصحاب الرأي، واكفنا مؤنة الخارجية - الخوارج - وعجّل الانتقام من الجهمية.
ونخرج من هذا العرض لرسالة السنّة أنّ قذائفها أشدّ فتكاً من سابقتها، وأنّ ابن حنبل قد أعلن عن وجهته صراحةً من خلالها.
فهو قد أعلن أنّ هذه الرسالة تمثّل عقيدة السلف من الصحابة والتابعين.
وأعلن أنّ الخارج عن حدودها والمخالف لها مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن سبيل الحق.
ونسب الظلم إلى الله سبحانه حين ربط الزنا والسرقة والخمر والقتل بمشيئة الله