8
الرَّحْمٰنُ وُدًّا ). 1
وحيث إنّ المحبّة أمرٌ باطنيٌّ، فعند إرادة إظهارها على الجوارح لا بدّ من اللّجوء لأساليب وأعمال خاصّة متعارفة عند العقلاء، وفي نفس الوقت يجب ترك الأساليب التي نهى عنها الشرع مهما كانت. فهذه الأعمال التي كانت ولازالت متعارفة عند العقلاء تتجلّى في طلب البركة منهم والتوسّل بهم وطلب الشفاعة والعون منهم، وكذلك ذكرهم وزيارة مراقدهم؛ فهذه الأُمور تعتبر علاماتٍ على محبّتهم والارتباط القلبي بهم.
عزيزي القارئ، لقد أثبتنا شرعيّةَ هذه الأعمال ورُجحانَها في هذا الكتيّب معتمدين على ما جاء في كلام الله تبارك وتعالى وما حوته المصادر الإسلاميّة من سنّة نبيّنا الكريم (صلى الله عليه و آله) وما نقله لنا التأريخ من سيرة الصحابة والتابعين، كما أثبتنا أنّ الهدف من وراء هذه الأعمال ليس سوى محبّة مَن أوجب الله علينا محبّتهم. ونلاحظ أنّ كلّ مسلمٍ متحرّرٍ من قيود التعصّب الأعمى إذا ما وضع كتاب الله تعالى وسنّة رسوله (صلى الله عليه و آله) بين يديه اكتفى بهما، وغضّ النظر عمّا يتفوّه به هذا وذاك من أقاويل تنمُّ عن حقدٍ وافتراء، فسوف يُدرك الحقيقة بكلّ يس-رٍ ووضوحٍ وسيتبيّن له أنّ ادّعاء زمرةٍ من الذين يعتبرون إجلال أولياء الله شركاً مجرّد كلامٍ فارغٍ لا أساس له، بل إنّه مخالفٌ لكلام الله وسنّة نبيّه وسيرة السلف الصالح.
نرجو من الله العليّ القدير أن يجعل هذا الكتيّب قبساً يُنير أذهان إخواننا المسلمين الذين تأثّروا بادّعاءات زُمرٍ متطرّفةٍ ما انفكّت تحضّهم على نسبة الشرك لاخوانهم في الدين، وتنسب إليهم الضلال ظلماً وبهتاناً وتدعوهم