7
مقدمة الكتاب
إنّ معرفة أولياء الله تعالى ومودّتهم لها نتائج تربويّة عظيمة، فبركة هذه المعرفة تُحيي روح كلّ إنسانٍ يروم الوصول إلى الحقيقة وتجعله بمصافّ خير خلق الله إيماناً فيسير بركبهم. إنّ إجلال أولياء الله تعالى وعباده الصالحين ومودّتهم يُعتبر توقيراً للقيَم الدينيّة والمبادئ التوحيديّة، وبالتّالي سيكون سبباً لرسوخ الإيمان والتقوى في نفس العبد.
ومن أجل التمكّن من نيل أفضل الدرجات المعنويّة، ينبغي لكلّ عبدٍ أن يتقرّب لأولياء الله والصّالحين الذين يتمتّعون بدرجاتٍ رفيعةٍ عند ربّ العالمين، وعليه أن لا يتخلّف عنهم أبداً. فهذا الإرتباط الروحي يُذكّر الإنسان بالقيَم والأُصول والتعاليم التي كانت محور دعوة أولئك الأولياء والصّالحين. فإذا أراد العبد نيل قربٍ معنويٍّ من عباد الله الصالحين ورام إيجاد صلةٍ وثيقةٍ بهم، لا بدّله أوّلاً أن تشغل محبّتهم حيّزاً في قلبه لدرجة تكون جزءاً من حياته ولا تفارقه حتّى مماته. فهذه المحبّة في الحقيقة هي محبّة إلهية، فقد وعد - سبحانه - عبادَه المؤمنين بتكريمهم بها، إذ قال في كتابه الكريم: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ