15لفظ الوصيّة، ويتعلّق الآخر بخصوص هذا اللفظ بمعنى النصّ على خليفة رسولالله (ص) بلفظ الوصيّة.
أمّا المستوى الأوّل (النصّ على الخليفة بعد رسول الله (ص) بغير لفظ الوصيّة) فقد وقع البحث فيه بشكل موسّع من قبل علماء الإماميّة، حيث ذكروا أدلّتهم على ذلك، والتي كانت من جملتها نصوص القرآن الكريم والسنّة النبويّة المطهّرة، وقد وقع هناك نقض وإبرام في دلالة هذه النصوص بين علماء السنّة والإماميّة، لكنّنا لم نجد منهم من زعم أنّ هذه النصوص من مخترعات ابن سبأ، كما سيأتي ذكر بعضها في الأبحاث القادمة إن شاء الله تعالى.
وأمّا المستوى الثاني (النصّ على الخليفة بعد رسول الله (ص) بلفظ الوصيّة) فقد وقع البحث فيه أيضاً بشكل موسّع من قبل علماء الإماميّة، حيث ذكروا تلك النصوص النبويّة الواردة بخصوص لفظ الوصيّة، وبحثوا فى أسانيدها وطرقها ودلالاتها، ووقع لعلماء السنّة فيها كلام إلّا أنّهم لم ينسبوا ببنت شفة على أنّ هذه النصوص هى من مخترعات ابن سبأ. ومن هنا فدعوى أنّ هذه النصوص من مخترعاته لا تصمد أمام البحث العلمي، كما سيأتي بيان ذلك أيضاً إن شاء الله تعالى.
وقد وقع الخلط الواضح بين ما جاء في أنّ ابن سبأ هو من اخترع الوصيّة، وبين ما ورد في شخصيّته وما نُسب إليه من أدوارٍ لعبها في التاريخ الإسلامي. وقد استغلّ إحسان ظهير وأضرابه ذلك، فحاولوا أن يغالطوا ويوجدوا الربط بين وجوده كشخصيّة حقيقية لها حضور خارجي قد عاصرت ثلّة من الصحابة، وبين كونه مخترعاً لعقيدة الوصيّة وبعض المعتقدات الأُخرى التي ادّعي بأنّه هو من أوجدها وروّج لها، فكلّما ورد ذكر ابن سبأ، فإذن هو من اخترع الوصيّة، والحال أنّه لا رَبط بين المسألتين، فمجرّد ثبوته لا علاقة له بالوصيّة كما هو واضح.
ولكي تتّضح حقيقة الأمر في ذينك المستويين، وما وقع من الخلط بين ما جاء في أنّ
ابن سبأ كمبدع للوصيّة وبين ما ورد في شخصيّته، سنبحث المسألة بشكل مختصر ضمن