14الفارسيّ، وأبي ذرّ الغفاري رضي الله تعالى عنهم أجمعين» 1.
لكن من الغريب جدّاً إصرار بعضِهم على ربط التشيّع بعبدالله بن سبأ، وإرسال ذلك إرسال المسلّمات 2، بلا دليل أو برهان، وإنّما سائقهم فيه الهوى. والأغرب من ذلك دعوى أنّ عقيدة الوصيّة هي من مخترعات ابن سبأ أيضاً! 3
ولا قيمة لمثل هذه الترّهات والخزعبلات، وليست هي إلّا استخفاف بعقل المخاطب، فلا إجحاف لو تسائل هنا:
ما هو المقصود من تأسيس ابن سبأ للتشيّع؟! وما هو المقصود من اختراعه لمسألة الوصيّة؟
فهل أنّ المراد من تأسيس ابن سبأ للتشيّع هو كونه مخترعاً للنصّ على أميرالمؤمنين عليه السلام بأيّ لفظ كان، سواء بلفظ الوصيّة أو ما يؤدّي معناه؛ كأن يقول (ص) : «خليفتي من بعدي»أو «وليّكم»أو ما شاكل «هو فلان»مثلاً؟
أم أنّ المراد من تأسيس ابن سبأ للتشيّع هو كونه مخترعاً للنصّ على أمير المؤمنين عليه السلام بخصوص لفظ الوصيّة؟
ومن الواضح أنّ هذين مستويان من البحث في الوصيّة، يتعلّق أحدهما بمعنى
الوصيّة وأنّ المقصود منها هو النصّ على الخليفة بعد رسول الله (ص) ولو بلفظ آخر غير