13
المدخل
يرتبط ظهور التشيّع لآل البيت عليهم السلام ارتباطاً وثيقاً بمسألة النصّ على أميرالمؤمنين عليه السلام كخليفةٍ لرسول الله (ص) ووصيّاً له، فمن أراد الوقوف على تاريخ ظهور المذهب الشيعي ينبغي له أن يحقّق فى عقيدة النصّ والوصيّة، وتاريخ ظهورهما بين المسلمين. والمشهور أنّ هناك عدداً من كبار الصحابة؛ كالمقداد وسلمان وعمّار وأبي ذرّ رضي الله تعالى عنهم، كانوا يعتقدون بالنصّ والوصيّة. ولم يكن هذا الاعتقاد وليد الأحداث المؤسفة التي حصلت بعد رحيل رسول الله (ص) ، وإنّما هو حاصل ما سمعوه ووعوه من الرسول الأكرم (ص) .
وكانت نتيجة ذلك هى أنّ النواة الأُولى للتشيّع نشأت على عهد النبي (ص) من دون أن ترتدي لباس التمذهب، وإنّما توشّحت ذلك بعد رحيل رسول الله (ص) ، مقابل الجماعة التي تمذهبت لأصحاب السقيفة، وهذا الأمر من الوضوح بدرجة بحيث أقرّ به حتّى بعض كتّاب الوهابيّة ممّن عُرفوا بتعنّتهم تجاه مذهب أهل البيت عليهم السلام ؛ كالدكتور علي السالوس وأضرابه.
يقول هذا الكاتب المعاصر ضمن كلامه عن امتناع بعض الصحابة عن بيعة أبيبكر: «والمشهور أنّ هؤلاء لم يبايعوا؛ لأنّهم يرون أنّ الإمامة ليست في قريش بصفة عامّة، وإنّما هي في أهل بيت النبوّة، وللإمام عليٍّ بصفة خاصة، وهؤلاء قلّة يذكر لنا التاريخُ منهم بعضَ الصحابة من غير بني هاشم؛ كالمقداد بن الأسود، وسلمان