15
    
       البحث القرآني والعقلي 
    
  
  
    
 الدليل الأول 
  
  الذي أستند إليه السلفيون في جحد شعيرة زيارة القبور أو قبر النبي وأهل بيته عليهم السلام وقبور الأنبياء والأوصياء بشكلٍ عام كون زيارة القبور والبناء عليها وتشييدها هو توسلٌ بالأنبياء والأوصياء والاستشفاع بهم إلى الله في قضاء الحاجات والتوجه بهم؛ فهم يجحدون التوجه والاستشفاع وليس فقط ركنيته في الدين بل يجحدون التدين به؛ ومن ثم يسوّغون لأنفسهم هدم قبور الأنبياء والأوصياء حتى أن لديهم الإصدارات التي دوّن فيها استحلالهم لهدم قبر سيد الأنبياء. 
  
    والجواب:  على الدليل الأول أن الاستشفاع والتوسل والتوجه بالنبي (ص) وأهل بيته والأنبياء والأوصياء ليس أمراً مشروعاً وراجحاً ومرغَباً فيه فحسب بل قد دلت جملة من الآيات القرآنية على كونه شرطاً لقبول الأعمال بل لقبول الإيمان كما في قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيٰاتِنٰا وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْهٰا لاٰ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوٰابُ السَّمٰاءِ وَ لاٰ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتّٰى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيٰاطِ وَ كَذٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ 1.» 
  فأشارت الآية إلى كل من محذور التكذيب ومحذور الاستكبار والصد عنها، وان كلّاً منها موبقة برأسه و المقصود من الآيات التي يكذب بها في قِبال التصديق بها هم الحجج الناطقون