22 الأشياء منها ما ثبت وجوب احترامها من غير دخل للقصد فيه، ومنها ما لا يثبت له جهة الاحترام إلاّ بقصد أخذه متبركاً به أو مستشفياً به، ومنها ما يُؤخَذ من الإناء من طين كربلاء وغيرها، فإنَّه لا يجري عليه الحكم إلاّ إذا أُخذ بقصد الاستشفاء والتعظيم والتبرّك».
ثُمَّ يُبيِّن(رحمة الله) وجه ارتباط ذلك بالشعائر بقوله:
«ولا يخفى عليك أنَّه لا يليق بالفقيه المُمارس لطريقة الشرع العارف للسانه أن يتطلب الدليل على كل شيء بخصوصه، من رواية خاصة ونحوها، بل يكتفي بالاستدلال على جميع ذلك بما دلَّ على تعظيم شعائر الله، وبظاهر طريقة الشرع المعلومة لدى كل أحد. أترى أنَّه يليق به أن يتطلب رواية على عدم جواز الاستنجاء بشيء من كتاب الله؟!» 1.
ز) وقال العلامة الطباطبائي، في قوله تعالى: وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعٰائِرَ اللّٰهِ فَإِنَّهٰا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ :
«الشعائر هي العلامات الدالة، ولم يقيَّد بشيء، مثل الصفا والمروة وغير ذلك، فكل ما هو من شعائر الله وآياته وعلاماته المذكورة له فتعظيمه من تقوى الله، ويشمله جميع الآيات الآمرة بالتقوى» 2.
ح) قال الطبرسي في نفس الآية المباركة: «أي: معالم دين الله، والأعلام التي نصبها لطاعته» 3. حيث لم يُقيّدها بشيء مثل الصفا أو المروة أو غير ذلك.
وبهذا يتَّضح أنَّ المعنى الاصطلاحي للشعائر هو عين المعنى اللغوي،