77بل كانوا وبحسب الوثائق التأريخية أسوأ الحكام والخلفاء. 1
وبعبارة موجزة يمكننا القول: إنّنا لا يمكن أن نفسّر الخلفاء الاثني عش-ر في كلام الرسول الكريم(ص) بالخلفاء الأربعة كما يعتقد أهل السنّة، لأنّ عددهم أقل كما هو واضح. ولا يمكن أن يكونوا هم خلفاء بني أمّية وبني العبّاس، لأنّ عددهم أكثر من اثني عشر خليفة. هذا من جانب، ومن جانب آخر نجد أنّ الصفات المذكورة في الخلفاء الاثني عش-ر لا تنطبق عليهم ولاتتوفّر فيهم.
والحقّ أننّا لو ابتعدنا عن التعصّب واتبعنا الانصاف، نجزم بأن الخلفاء الاثني عشر ليسوا هم سوى أئمّة الشيعة الاثني عشر، وهم عترة النبيّ وأهل بيته(ع)، ولا ينطبق العدد إلّا عليهم، حيث أكّدت على ذلك أحاديث أخرى مثل حديث جابر وحديث اللوح.
فقد روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّه قال: قال لي رسول الله(ص): «يا جابر إنّ أوصيائي وأئمّة المسلمين من بعدي أوّلهم علي ثمّ الحسن ثمّ الحسين ثمّ علي بن الحسين ثمّ محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام، ثمّ جعفر بن محمّد ثمّ موسى بن جعفر ثمّ علي بن موسى ثمّ محمّد بن علي ثمّ علي بن محمّد ثمّ الحسن بن علي ثمّ القائم اسمه اسمي وكنيته كنيتي محمّد بن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله - تبارك وتعالى - على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلّا من امتحن الله قلبه للايمان». 2